dr
حنف القدم
29/09/2017

حنف القدم تشوه يصيب اكثر من 100000 طفل وليد في  العالم ، معظمهم في مناطق يصعب فيها  تواصل الخدمة الطبية اللازمة لعلاج هذا التشوه.حنف القدم يؤدي ّ-اذا لم يعالج- الى مضاعفات جسدية واجتماعية و نفسية و اقتصادية تصيب الفرد و العائلة و المجتمع. حتى الماضي القريب، كان الأطفال في البلدان النامية يعالجون جراحيا من قبل أطباء غير اختصاصيين و هذا قد يسبب مشاكل و مضاعفات طويلة الأمد، وكثير منهم يحتاج الى اجراء جراحة معقدة ثانية أو أكثر. تبدو القدم أفضل مظهرا بعد الجراحة و لكن في غالب الأوقات تكون القدم الناتجة شديدة التندب و متيبسة و واهنة او-حتى- مؤلمة على المدى البعيد.

وفي المقابل، تعتمد طريقة العلاج بالمنابلة والتجبير المتتابع  على بذل جهد يسير من أهل الوليد في أسابيعه الأولى بهدف تحسين وضعية القدم بحيث تحتاج في الغالب الى اجراء عملية تحرير وتر الكاحل –وهي عملية اقل تعقيدا من أي عملية كانت تجرى في الماضي القريب لتعديل حنف القدم. يعتمد نجاح هذه الطريقة في المراحل اللاحقة على استعمال المقوام وهو جهاز تصحيحي  يهدف الى المحافظة على وضعية القدم المعدلة في لاحق سنوات الطفل. يستخدم المقاوم طوال اليوم في الأشهر الثلاثة اللاحقة للتعديل الأوّلي-وهو ما يسمى أيضا: بالمقوام ليلا نهارا. تلحق هذه الفترة مرحلة طويلة الأمد-من اربع الى خمس سنوات- يقوم الطفل خلالها باستخدام المقوام خلال فترة النوم فقط، مما يسمح بالتطور الحركي الاعتيادي لدى الطفل في اشهره اللاحقه بدون التأثير على حركته اليومية او تواصله  مع محيطه من أهل او العاب. قد يحتاج الطفل الى اجراء عملية نقل الوتر الظنبوبي الأمامي لتعديل وضعية القدم في مرحلة متأخرة إذا استدعى الامر.

من المتوقع ان يصبح لهذا الطفل قدم شبه طبيعيه اذا ما طبق العلاج كما شرح . تبقى هناك بعض الاختلافات، فالقدم المعالجة اصغر بقليل من الأخرى كما ان هناك ضمور نسبي في عضلات الساق السفلى، ويزيد الاختلاف مع زيادة درجة التشوه. قد يلاحظ الأهل أيضا وجود قصر بسيط غير ذي شان في الساق وهذه الاختلافات لا تسبب مشاكل للطفل وقد لا يكتشفها الا في سن المراهقة حيث تزداد أهمية صورة الجسد النفسية ولكنه سرعان ما يتناساها في غضون عام او عامين. وقد أظهرت الدراسات طويلة الأمد ان هؤلاء الأطفال يستطيعون ممارسة الرياضة كنظرائهم لا بل ان هناك العديد من الرياضيين البارزين ولدوا مع حنف قدم تم تصحيحه.